بقلم : د. ممدوح عشري
أستاذ علم المعادن بجامعة جوتنجن ـ ألمانيا
مثلث الرعب تسمية أطلقت بعد الخامس من ديسمبر1945 علي مثلث برمودا المعروف, ذلك اليوم الذي شهدت فيه أجواء هذا المثلث البحري حادثة اختفاء غامضة لخمس طائرات من قاذفات القنابل في سلاح الجو الأمريكي ولطائرة البحث مارتين مارينز التي أرسلت لنجدتها. ولم يعثر لسرب الطائرات الخمس ولالطائرة الإغاثة علي أي أثر برغم ما سخر للبحث عنها آنذاك من أكبر قوة في التاريخ ضمت ثلاثمائة طائرة وعددا من القوارب والغواصات. مسرح هذا الحادث المخيف هو منطقة بحرية غرب المحيط الأطلنطي تجاه الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المحدة الأمريكية تقع شمال البحر الكاريبي.
ويحددون الشكل الجغرافي لتلك المنطقة البحرية علي الخريطة كمثلث يقع رأسه شمالا في جزيرة برمودا, وركنه الجنوبي الشرقي في مدينة سان خوان بجزيرة بويرتوريكو, وركنه الجنوبي الغربي في مدينة ميامي بولاية فلوريدا. ولم تكن تلك الحادثة المخيفة هي الوحيدة في تاريخ هذا المثلث البحري, إذ تشير الإحصائيات أنه كان حتي يومنا مسرحا لاختفاء قرابة ستين طائرة وأكثر من مائة سفينة من مختلف الأنواع والأحجام والأزمان من ضمنها غواصة نووية. في معظم الحالات كان الاختفاء بدون أثر,
وفي القليل منها تم العثور علي سفن وقوارب وغواصات راقدة علي قاع البحر في حالة جيدة تماما يرجع تاريخها إلي أزمان مختلفة منذ بدأ الإنسان رحلاته عبر البحار, ولم يكن بها شروخ أو ثقوب تشير إلي غرقها بسبب تسرب المياه, مما يدل علي أنها سقطت بغتة دون سابق إنذار إلي قاع المحيط كما يسقط مصعد كهربائي في مجراه الرأسي. بالإضافة إلي ذلك فقد تم العثور علي بضعة لنشات وزوارق شراعية وقوارب صيد في حالة جيدة تماما, تهيم طافية في البحر وهي خالية من ملاحيها, ولذا سموها سفن الأشباح.
ولحسن الحظ كانت هناك أيضا بعض الطائرات والسفن التي أمكنها أن تنجو باعجوبة من كارثة محققة. وقد ساهمت تقارير من كانوا علي متنها ووصفهم لما شاهدوه في إعطاء صورة دقيقة وفي نفس الوقت عجيبة لما تعرضوا له في منطقة مثلث برمودا, تفوق مانراه في أفلام الرعب.
كلهم يتحدثون عن بحر ماؤه أبيض أو مضيء أو عن ضباب مضيء أو عن كرات مضيئة تتحرك تحت سطح المياه أو في الجو وتنطلق بسرعة مباشرة صوب السفينة أو الطائرة. كما لاحظ الكل تقريبا ضوءا منتشرا واختفاء للأفق. وكعادة الإنسان عندما يعجز عن تفسير معقول لأحداث غامضة فإنه يلجأ إلي عالم اللامعقول يطلق فيه الع ان لخياله. فمنهم من أرجع ظاهرة اختفاء الطائرات والسفن في مثلث برمودا إلي ظهور أطباق طائرة في هذه المنطقة من الأطلنطي, ومنهم من أرجعها إلي وجود المسيخ الدجال في المنطقة بما له من قدرات خارقة.
وإذا استعرضنا التفسيرات العلمية نجد أن بعض علماء الجيولوجيا يعزون السبب إلي وقوع زلازل بحرية مفاجئة في تلك المنطقة من الأطلنطي تحدث أمواجا مائية عاتية تباغت السفن العابرة وتفقدها توازنها فتغرق. كما تؤدي الهزات الزلزالية أيضا إلي موجات خلخلة عنيفة في الجو تفقد معها الطائرات توازنها فتسقط, وفي نظرية ثانية يرجع العلماء السبب إلي وجود قوة مغناطيسية قوية في منطقة مثلث برمودا تؤدي إلي اختلال أجهزة السفن والطائرات. ولكن لاتقدم لنا أي من النظريتين تفسيرا للتغيرات اللونية والضوئية التي كانت تطرأ علي الماء والهواء أثناء الكوارث.
وقد كان عام1996 حاسما في كشف غموض كوارث مثلث برمودا, إذا اكتشف فريق بحث من معهد علوم البحار بجامعة كيل في ألمانيا أن قاع المحيط الأطلنطي في منطقة مثلث برمودا يحمل رواسب ضخمة من الثلج الميثاني الذي يسمي علميا كلاثرات الميثان وهو ترابط غير كيميائي بين الماء وغاز الميثان, يقوم فيه الثلج بدور القفص الذي يحبس في فراغاته الموجودة بين جزيئات الماء وجزيئات غاز الميثان. ولاتبقي جزيئات الميثان مح في هذا القفص الثلجي إلا تحت ظروف حرارة منخفضة وضغط عال تتوافر في أغوار المحيط.
فإذا اختلت هذه الظروف لأسباب عديدة, لايتسع المجال لذكرها, يتحلل الثلج الميثاني علي قاع المحيط فجأة. والتحلل يعني الانطلاق الفجائي لغاز الميثان المحبوس من عقاله بين جزيئات ماء الثلج وتصاعده علي هيئة فقاعات تتخلل طبقات مياه البحر العليا وتقلل من كثافتها, وهذا يؤدي بدوره إلي المزيد من تخفيف ضغط طبقات الماء علي ماتحتها من رواسب الثلج الميثاني, والتسريع الهائل لتحلله فيتعاظم تصاعد غاز الميثان في تيار جارف يندفع من سطح الماء إلي الجو. ويكتسب الماء لونا أبيض بسبب تشبعه بفقاعات الغاز التي تحيله إلي رغاوي كما يسبب تصاعد غاز الميثان في الجو إلي تكون كتل ضبابية.
ولأن الماء المشبع بفقاعات الغاز أخف بكثير من الماء الخالي منها فإنه لايقوي علي حمل السفن أو الزوارق التي تكون بالصدفة مبحرة فوقه فتسقط بغتة علي قاع البحر كصخرة تهوي في غيابة جب. أما ظواهر الماء المضيء والضباب المضيء والكرات المضيئة المتحركة تحت سطح الماء فهي ناجمة عن تأين غاز الميثان ومايصاحبه من شحنات كهربية تولد وهجا ضعيفا عند الهبوط الحاد في الضغط علي سطح الماء.
وهكذا يمكننا أيضا فهم سبب تعطل أجهزة الملاحة والاتصال علي السفن والطائرات المنكوبة, لأن غاز الميثان المتأين يمكنه أن يشل أداء الأجهزة الإلكترونية. وأخيرا فإن غاز الميثان شديد الانفجار ويقف وراء الانفجارات التي أدت إلي فقدان الطائرات بلا أثر. ولايزال كوكبنا الأرضي مليئا بالأسرار والألغاز.
أستاذ علم المعادن بجامعة جوتنجن ـ ألمانيا
مثلث الرعب تسمية أطلقت بعد الخامس من ديسمبر1945 علي مثلث برمودا المعروف, ذلك اليوم الذي شهدت فيه أجواء هذا المثلث البحري حادثة اختفاء غامضة لخمس طائرات من قاذفات القنابل في سلاح الجو الأمريكي ولطائرة البحث مارتين مارينز التي أرسلت لنجدتها. ولم يعثر لسرب الطائرات الخمس ولالطائرة الإغاثة علي أي أثر برغم ما سخر للبحث عنها آنذاك من أكبر قوة في التاريخ ضمت ثلاثمائة طائرة وعددا من القوارب والغواصات. مسرح هذا الحادث المخيف هو منطقة بحرية غرب المحيط الأطلنطي تجاه الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المحدة الأمريكية تقع شمال البحر الكاريبي.
ويحددون الشكل الجغرافي لتلك المنطقة البحرية علي الخريطة كمثلث يقع رأسه شمالا في جزيرة برمودا, وركنه الجنوبي الشرقي في مدينة سان خوان بجزيرة بويرتوريكو, وركنه الجنوبي الغربي في مدينة ميامي بولاية فلوريدا. ولم تكن تلك الحادثة المخيفة هي الوحيدة في تاريخ هذا المثلث البحري, إذ تشير الإحصائيات أنه كان حتي يومنا مسرحا لاختفاء قرابة ستين طائرة وأكثر من مائة سفينة من مختلف الأنواع والأحجام والأزمان من ضمنها غواصة نووية. في معظم الحالات كان الاختفاء بدون أثر,
وفي القليل منها تم العثور علي سفن وقوارب وغواصات راقدة علي قاع البحر في حالة جيدة تماما يرجع تاريخها إلي أزمان مختلفة منذ بدأ الإنسان رحلاته عبر البحار, ولم يكن بها شروخ أو ثقوب تشير إلي غرقها بسبب تسرب المياه, مما يدل علي أنها سقطت بغتة دون سابق إنذار إلي قاع المحيط كما يسقط مصعد كهربائي في مجراه الرأسي. بالإضافة إلي ذلك فقد تم العثور علي بضعة لنشات وزوارق شراعية وقوارب صيد في حالة جيدة تماما, تهيم طافية في البحر وهي خالية من ملاحيها, ولذا سموها سفن الأشباح.
ولحسن الحظ كانت هناك أيضا بعض الطائرات والسفن التي أمكنها أن تنجو باعجوبة من كارثة محققة. وقد ساهمت تقارير من كانوا علي متنها ووصفهم لما شاهدوه في إعطاء صورة دقيقة وفي نفس الوقت عجيبة لما تعرضوا له في منطقة مثلث برمودا, تفوق مانراه في أفلام الرعب.
كلهم يتحدثون عن بحر ماؤه أبيض أو مضيء أو عن ضباب مضيء أو عن كرات مضيئة تتحرك تحت سطح المياه أو في الجو وتنطلق بسرعة مباشرة صوب السفينة أو الطائرة. كما لاحظ الكل تقريبا ضوءا منتشرا واختفاء للأفق. وكعادة الإنسان عندما يعجز عن تفسير معقول لأحداث غامضة فإنه يلجأ إلي عالم اللامعقول يطلق فيه الع ان لخياله. فمنهم من أرجع ظاهرة اختفاء الطائرات والسفن في مثلث برمودا إلي ظهور أطباق طائرة في هذه المنطقة من الأطلنطي, ومنهم من أرجعها إلي وجود المسيخ الدجال في المنطقة بما له من قدرات خارقة.
وإذا استعرضنا التفسيرات العلمية نجد أن بعض علماء الجيولوجيا يعزون السبب إلي وقوع زلازل بحرية مفاجئة في تلك المنطقة من الأطلنطي تحدث أمواجا مائية عاتية تباغت السفن العابرة وتفقدها توازنها فتغرق. كما تؤدي الهزات الزلزالية أيضا إلي موجات خلخلة عنيفة في الجو تفقد معها الطائرات توازنها فتسقط, وفي نظرية ثانية يرجع العلماء السبب إلي وجود قوة مغناطيسية قوية في منطقة مثلث برمودا تؤدي إلي اختلال أجهزة السفن والطائرات. ولكن لاتقدم لنا أي من النظريتين تفسيرا للتغيرات اللونية والضوئية التي كانت تطرأ علي الماء والهواء أثناء الكوارث.
وقد كان عام1996 حاسما في كشف غموض كوارث مثلث برمودا, إذا اكتشف فريق بحث من معهد علوم البحار بجامعة كيل في ألمانيا أن قاع المحيط الأطلنطي في منطقة مثلث برمودا يحمل رواسب ضخمة من الثلج الميثاني الذي يسمي علميا كلاثرات الميثان وهو ترابط غير كيميائي بين الماء وغاز الميثان, يقوم فيه الثلج بدور القفص الذي يحبس في فراغاته الموجودة بين جزيئات الماء وجزيئات غاز الميثان. ولاتبقي جزيئات الميثان مح في هذا القفص الثلجي إلا تحت ظروف حرارة منخفضة وضغط عال تتوافر في أغوار المحيط.
فإذا اختلت هذه الظروف لأسباب عديدة, لايتسع المجال لذكرها, يتحلل الثلج الميثاني علي قاع المحيط فجأة. والتحلل يعني الانطلاق الفجائي لغاز الميثان المحبوس من عقاله بين جزيئات ماء الثلج وتصاعده علي هيئة فقاعات تتخلل طبقات مياه البحر العليا وتقلل من كثافتها, وهذا يؤدي بدوره إلي المزيد من تخفيف ضغط طبقات الماء علي ماتحتها من رواسب الثلج الميثاني, والتسريع الهائل لتحلله فيتعاظم تصاعد غاز الميثان في تيار جارف يندفع من سطح الماء إلي الجو. ويكتسب الماء لونا أبيض بسبب تشبعه بفقاعات الغاز التي تحيله إلي رغاوي كما يسبب تصاعد غاز الميثان في الجو إلي تكون كتل ضبابية.
ولأن الماء المشبع بفقاعات الغاز أخف بكثير من الماء الخالي منها فإنه لايقوي علي حمل السفن أو الزوارق التي تكون بالصدفة مبحرة فوقه فتسقط بغتة علي قاع البحر كصخرة تهوي في غيابة جب. أما ظواهر الماء المضيء والضباب المضيء والكرات المضيئة المتحركة تحت سطح الماء فهي ناجمة عن تأين غاز الميثان ومايصاحبه من شحنات كهربية تولد وهجا ضعيفا عند الهبوط الحاد في الضغط علي سطح الماء.
وهكذا يمكننا أيضا فهم سبب تعطل أجهزة الملاحة والاتصال علي السفن والطائرات المنكوبة, لأن غاز الميثان المتأين يمكنه أن يشل أداء الأجهزة الإلكترونية. وأخيرا فإن غاز الميثان شديد الانفجار ويقف وراء الانفجارات التي أدت إلي فقدان الطائرات بلا أثر. ولايزال كوكبنا الأرضي مليئا بالأسرار والألغاز.
الجمعة ديسمبر 17, 2010 5:02 am من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» أساليب وأنواع التعلم
الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 3:44 pm من طرف ميسره الشافعى
» إغراق إيلات.. معركة استعادة الثقة وتغيير مفاهيم عقيدة القتال البحري
الجمعة أكتوبر 22, 2010 12:12 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:50 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» من برأيك سيتأهل من المنتخبات العربية لنهائيات الأمم الأفريقية 2012؟
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:35 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» من سيفوز بدوري أبطال أفريقيا؟
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:29 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» من سيفوز بدوري أبطال أفريقيا؟
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:28 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» أساليب المشركين في مواجهة الدعوة دروس وعبر
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:19 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان
» أم المؤمنين .. الصديقة بنت الصديق
الجمعة سبتمبر 24, 2010 2:11 pm من طرف هشام عبدالله محمد وهدان